استضاف سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي عقد في الدوحة، يوم الأربعاء فاتح مايو/ أيار 2019، الدكتور عقيل المرعي، الأستاذ المشارك في اللغة العربية وآدابها وأستاذ تاريخ الثقافة الإسلامية في جامعة سيانا بإيطاليا، ورئيس وحدة اللغات الشرقية فيها، والباحث الزائر حاليًا بالمركز، والذي قدّم محاضرة عنوانها "الدراسات العربية والإسلامية في إيطاليا في القرن العشرين: قضايا واتجاهات وأعلام".
استهلّ الدكتور مرعي عرضه بتسليط الضوء على جذور الاهتمام الإيطالي واللاتيني بالدراسات العربية والدراسات الإسلامية، ورآها تعود إلى أواخر القرن الخامس عشر ميلادي وبداية القرن السادس عشر. وأشار الباحث في هذا الصدد إلى أنّ إيطاليا شهدت نشر أول نص مطبوع بالعربية Hypnerotomachia Polìphili في عام 1499، ونشر أول كتاب مطبوع بالعربية "كتاب صلاة السواعي" في عام 1514، ونشر أول ترجمة للقرآن الكريم إلى التوسكانية في عام 1547.
ثمّ تطرّق الباحث إلى القرن العشرين الذي عدّه العصر الذهبي للاستعراب الإيطالي؛ وذلك لأسباب تاريخية وثقافية وسياسية متعددة، من أهمها الدعم الذي أولته الفاشية لدراسة لغات المستعمرات وثقافاتها. وركز في عرضه على الفترة الممتدة بين كارلو ألفونسو نالينو وفرانتشيسكو غابريلي؛ إذ نشر نالينو أول دراسة له عن القرآن الكريم في عام 1896. أما غابريلي، فقد توفي في عام 1996، بعد أن أصبح رئيسًا للأكاديمية الإيطالية "لينتشيي"، وهو ربما أرفع منصب أكاديمي في إيطاليا على الإطلاق.
عكف الباحث في عرضه على بيان توزّع مجالات الاستشراق الإيطالي على ثلاثة محاور رئيسة، ومحور رابع هامشي، على النحو التالي:
أخيرًا، أشار الباحث إلى أنّ الاستعراب الإيطالي تأثر بالمتغيرات السياسية في بلدان الشرق الأوسط، وكان للقضية الفلسطينية وللثورة الإسلامية في إيران تأثير واضح في هذا الاستعراب، في السنوات الأخيرة من القرن العشرين، وإن كان هذا التأثير قد بدأ يخفت في السنوات الأخيرة.
وأعقب المحاضرة الثرية نقاشٌ عام، تركز خاصة على مفهوم الاستشراق الإيطالي، ونقده من منظور إدوارد سعيد، وغيرها من القضايا التي شارك فيها جمهور الباحثين في المركز، وأساتذة معهد الدوحة للدراسات العليا وطلبته وجمهور الحضور.